**مجتمع إليكتروني يتشارك في شبكات “الواي فاي” حسب المناطق الجغرافية
تم نشر موضوع هدير حسن في 10:58 مساءً, 23 يونيو, 2015.
كم مرة تخرج لقضاء أحد الأعمال، وترغب في معرفة أحدث التعليقات التي جاءت على حسابك على “الفيسبوك”؟ كم تمنيت أن تنهي عملك وأنت جالس في أحد المقاهي وسط أصدقائك؟ وكم مرة خانتك باقة الإنترنت الخاصة بهاتفك المحمول، وتمنيت لو أن الشوارع والأماكن العامة بالكامل مغطاة بشبكة إنترنت جيدة؟ هذا ما يسعى مؤسسو تطبيق Youtta إلى تحقيقه.
Youtta هو تطبيق Mobile Application تحمله على هاتفك الذكي ليوفر لك خدمة الحصول على إنترنت مجاني على هاتفك المحمول أينما كنت عبر شبكات انترنت مختلفة متاحة لك طالما كنت ضمن أعضاء “يوتا”. الخدمة باختصار هي أنك تسجل شبكة الإنترنت الخاصة بك في مجتمع “يوتا” ليستخدمها الأعضاء وقت احتياجهم، وتستخدم أنت شبكاتهم أيضا، وفق المنطقة الجغرافية لكل منكم، ليصبح من حق كل شخص أن يستخدم الإنترنت في أي مكان بسعر مناسب، ودون الحاجة إلى الاشتراك بباقات إنترنت أجهزة المحمول.
بدأت فكرة المشروع تدور في خلد المنياوي محمد فرجاني، المؤسس، طوال عام ونصف، بعد أن أنهى دراسة النظم والمعلومات، وقبل أن يشرع بها صمم تطبيق “زغرطي” على أجهزة الكمبيوتر، بهدف تنبيه المستخدم بعودة الإنترنت، نظرًا لأن خدمة الانترنت بالمنيا كانت تعاني الانقاطع المستمر، وطور التطبيق ليتم استخدامه على أجهزة المحمول، ويقوم بالتنبيه حين يجد شبكة wifi متاحة ولا تحتاج إلى كلمة مرور.
كيفية التسجيل
في البداية، عكف محمد على تطوير فكرته، حتى استطاع أن يضم إليها مهتمين جدد، وصلوا إلى سبعة أشخاص هم فريق عمل مشروع Youtta، وبعدها تتواصل معك الإدارة لتوضح لك أنك ستقوم بتوفير شبكة الـ wifi الإنترنت المنزلية الخاصة بك لمستخدمين آخرين دون أن يعني ذلك حصولهم على كلمة المرور الخاصة بجهازك “الراوتر”، ولكنها ستكون مسجلة ضمن بيانات Youtta فقط، ومثلك يفعل الآخرون، حتى تصبح هناك شبكة واسعة من المستخدمين، ويتاح للجميع فيها استخدام شبكات الآخرين المشتركين بـ Youtta في حال الوجود خارج المنزل، حيث يتواصل جهازك المحمول مع الشبكات المتوفرة تلقائيًا.
قد تبدو الخدمة متشابهة مع تطبيقات أخرى على أجهزة المحمول أو محاولات توفير الإنترنت بشكل مجاني، ولكنها تبقى مختلفة. من التطبيقات المتوفرة على متاجر بلاي ستور وجوجل بلاي wifimap الذي يتيج للمستخدم معرفة أقرب شبكة wifi متاحة مع إمكانية توفير كلمة السر الخاصة بها، مما يعني أن التطبيق بهذا الشكل يمثل اختراقًا للخصوصية، كما يوجد بعض أساليب التحايل من أجل الحصول على إنترنت مجاني، كاستخدام أطباق الدش في التقاط شبكات الإنترنت المتاحة، مما يعني أن Youtta تختلف عنهم في أسلوب الإتاحة الخصوصية.
الهدف من المشروع، كما أوضحه فرجاني، أن يكون الإنترنت متاح للجميع دون الحاجة لخدمات الـ 3G المكلفة، حيث إن الخدمة مجانية، ودون الخوف من احتمالات اختراق الشبكة، أو استخدامها بشكل خاطيء لوجود نظام حماية فعال يقوم على إدارته وتطويره المهند محمد عبد الباسط الذي حصل على شهادات من شركات عالمية في هذا المجال وحاورناه سابقا في “المندرة”، كما يطمئن المشروع مستخدميه من القلق من الاستهلاك المبالغ فيه من قبل الآخرين، حيث يمكن لكل مشترك أن يحدد الأوقات المتاحة لغيره للتواصل بشبكته، وإذا شعر بزيادة التحميل يستطيع أن يقطع عنه الاتصال. وتعتبر تحميلات الآخرين من الشبكة رصيد في حساب صاحبها يستطيع أن يستخدمه وقت وجوده خارج المنزل، وإذا لم يحصل على هذا الرصيد يوفر له المشروع رصيد مجاني يوميًا.
ويضم فريق عمل المشروع سبعة أشخاص كل منهم مسئول عن أحد فروعه، فمحمد فرجاني، مؤسس المشروع، هو محلل نظم، أما إسراء سعد فهي مسئولة مواقع التواصل الاجتماعي، وأحمد مجدي يعمل على تطوير تطبيقات المحمول.
ويسعى المشروع، الذي ينطلق رسميا اليوم بعد فترة اصدار تجريبي استمرا نحو الشهر، إلى انتشار الفكرة ليس بمصر فقط، ولكن في العالم كله أيضًا، حتى يتخلص المستخدمون من تكلفة خدمة التجوال المرتفعة، ويتشارك الجميع شبكاتهم، ولكنه إلى الآن استطاع أن يجذب أكثر من 4000 مشترك منذ بدايته، من مناطق متفرقة بالصعيد والقاهرة والجيزة والإسكندرية، وتحتاج كل منطقة إلى عدد معين من المشتركين حتى تُفعل بها الخدمة.
انترنت أرخص
ويتزامن بدء المشروع، الذي يعمل من أجل توفير خدمة الإنترنت للجميع دون دفع مقابل مبالغ فيه، مع الحديث عن الأسعار الجديدة لخدمة الإنترنت، التي تم تأجيلها، حسب آخر تصريح للمهندس خالد نجم، وزير الإتصالات، حيث كان مقرر أن يتم إلغاء سرعتي الإنترنت 256 و512، وأن يكون استهلاك الواحد ميجا بخمسين جنيهًا، أم 2 ميجا يقابلها 100 جنيه.
وكانت حملة "ثورة الأنترنت" قد دعمت مشروع “يوتا” من خلال صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”. يقول أحمد عبد النبي، مسئول التفاعل بالمشروع، وأحد مؤسسي حملة ثورة الإنترنت، إن المشروع يخدم فكرة حملته لأنه يوفر للناس إنترنت أرخص، ويوضح “أنا شخصيًا بضطر أشحن باقة الموبايل 3 مرات في الشهر عشان تكفيني”، ولكنه يرى أن Youtta ستخلصه من هذه التكلفة، فهو سيدفع تكلفة الإنترنت المنزلي فقط، مقابل أن يحصل على خدمة إنترنت مجانية وذات جودة عالية تفوق الـ 3G.
وفيما يخص مسألة الجودة في وجود مستخدين كثر، أوضح المهندس زكريا عيسى، خبير الاتصالات، أن المشروع لن يستطيع أن ينافس خدمات الإنترنت التي تقدمها شبكات المحمول، “الراوتر بيكون متاح لاستخدام من شخص لأربع أشخاص، لكن مع إتاحته لأكثر من ذلك ستتعرض الجودة لخلل، لأننا لا نملك الوسائل الفنية التي تسمح بحصر مستهلكي الشبكة وإضافة تطبيقات لها”، وأكد أن إتاحة الشبكات لن يقابله المساءلة القانونية، حسبما يعتقد، طالما أن المستخدم يعرضها للآخرين دون مقابل.
وعلى الرغم من وجود نظام حماية للمستخدمين، كما أكد فرجاني، إلا أن عيسى عبر لـ “المندرة” عن قلقه من إتاحة الشبكات لمستخدمين آخرين قائلًا “أي مستخدم للإنترنت يجب أن يكون معرف الهوية، وحتى إذا أتحت شبكتي لأي شخص بيكون تحت سيطرتي وفي حدود معينة”، مشيرًا إلى أن المشروع بشكله الحالي قد يتم استخدامه من قبل البعض في إرتكاب أي فعل إجرامي مثل رفع مواد مخلة بالآداب، أو ابتزاز آخرين وتهديدهم دون أن يتحملوا مسئولية ذلك، إنما يتحملها من يتيح شبكته للآخرين، ويجعله عرضة للمساءلة، الأمر الذي جعله يصف المشروع بـ “الضعيف”.